قال محمد البهي، عضو المكتب التنفيذى لإتحاد الصناعات المصرية، إن صناعة التجميل في مصر من الصناعات العريقة، حيث تمتلك مصر العديد من مصانع مستحضرات التجميل، ولدينا أسماء لا تُنسى مثل "الشبراويشي" و"لونا" و"لانا" وغيرها من المصانع العاملة في قطاع التجميل. وأضاف أن هذه الصناعة لم تشهد التطور المطلوب من الناحية التكنولوجية في مصر رغم توافر كافة الخامات اللازمة للإنتاج، حيث تتوافر جميع الزراعات والأعشاب التي تدخل في صناعة مستحضرات التجميل.
ربط البحث العلمي بالتكنولوجيا
وأكد البهي في تصريحات خاصة لـ"المصير" أنه إذا كانت الدولة جادة في دعم الصناعة، فيجب ربط البحث العلمي بالتكنولوجيا، خاصةً وأن العالم يجدد أدواته بشكل مستمر، وأصبحت الشركات العالمية تدمج عناصر التكنولوجيا مع مصانع الخامات، مما يقلل من تكلفة بيع المنتج.
الاعتماد على الدعاية والإعلان
وأضاف أن صناعة التجميل تعتمد على الدعاية والإعلان بشكل أساسي، حيث تنفق الشركات العالمية العابرة للقارات مبالغ كبيرة على الدعاية لمنتجاتها، وتحقق مبيعات ضخمة مقارنة بالمبيعات المصرية لمستحضرات التجميل، التي تُعتبر أرقامها هزيلة نتيجة اعتماد المستهلك المصري على براندات وأسماء معينة مستوردة من الخارج.
إنشاء مصانع تربط بين التكنولوجيا والبحث العلمي
وقال البهي إن العالم أصبح يتجدد في أدواته ولا يقف عند حدود معينة من التكنولوجيا والتطور، مشيرًا إلى أننا بحاجة لإنشاء مصانع تربط بين عناصر التكنولوجيا والبحث العلمي، مما يساعد في توفير الخامات والصناعات المغذية لصناعات التجميل، خاصةً مع توافر كافة الخامات التي تتطلبها هذه الصناعة، حيث يمكننا بذلك منافسة الشركات العالمية.
إعادة تقديم مبادرات دعم بفائدة 5% للصناعة
وأوضح البهي أنه إذا كانت الدولة جادة في دعم الصناعة، فعليها مراجعة تكلفة القروض، حيث إن ارتفاع تكلفة الفائدة إلى 35% يشكل عائقًا أمام أي صناعة. ويقترح البهي إعادة تقديم مبادرات دعم بفائدة 5% للصناعة، كما كان الحال سابقًا، لتشجيع المستثمرين على إنشاء مصانع جديدة، لافتًا إلى أن إنشاء المصانع يتطلب خمس سنوات من العمل، مما قد يؤدي إلى تعثر المستثمر قبل بدء التشغيل.
ضرورة إعادة النظر في أسعار تأجير المجمعات الصناعية
وأشار البهي إلى ضرورة إعادة النظر في أسعار تأجير المجمعات الصناعية للصناعات المتخصصة مثل مدينة الروبيكي ومدينة الأخشاب في دمياط وغيرها من المدن الصناعية المتخصصة. وذكر أن ارتفاع الأسعار أدى إلى عزوف المصنعين عن تأجير هذه المجمعات، موضحًا أن تعاقب الوزراء أدى إلى زيادة مبالغ فيها في الأسعار، مما يؤثر على عدد المستأجرين. وأكد أنه حتى لو تم إعطاؤها للمصنعين دون مقابل، فستظل تُدر ضرائب على الدولة.
أعرق الصناعات
وأكد البهي أن صناعة التجميل في مصر تُعد من أعرق الصناعات، مشيرًا إلى أن الطفرة الأولى وإنشاء أول مصنع للتجميل في مصر حدثت في عهد طلعت حرب عام 1934، وكان أول مصنع بالشرق الأوسط لإنتاج الدواء والعناية الشخصية.
مصنع الشبراويشي
ويُعد مصنع الشبراويشي من أقدم مصانع التجميل في مصر، حيث اشتهر بإنتاج الكولونيا، والتي أصبحت جزءًا من حياة المصريين، وامتد نشاطه ليشمل بودرة التلك ومستحضرات التجميل، وتم تأميم المصنع بعد ثورة يوليو.
المنتجات الأعلى مبيعًا
وتُعد مستحضرات التجميل ومواد العناية الصحية من المنتجات الأعلى مبيعًا على مستوى العالم، وتستورد مصر منها سنويًا بمليارات الجنيهات، وهو ما انتقده الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث طالب بتوطين هذه الصناعة، مشيرًا إلى وجود العديد من المصانع في هذا القطاع وتاريخ مصر العريق في صناعة مستحضرات التجميل.